طلقت وزارة الثقافة والرياضة ممثلة في ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، اليوم، النسخة الأولى من برنامج زمالة الدوحة للناشرين بمشاركة 50 ناشرًا قطرياً وعربياً وأجنبيا من 22 دولة حول العالم، وذلك على مسرح الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين التي تستمر حتى 18 يناير الجاري في مركز الدوحة للمؤتمرات.
ويوفر برنامج زمالة الدوحة للناشرين المشاركين نظاما الكترونيا متطورا يتيح لهم تسجيل حساباتهم الشخصية وتنظيم مواعيد الاجتماعات مع الناشرين، من أجل تبادل الأفكار، واستطلاع فرص تبادل حقوق النشر واقتنائها وبيعها، كما سيتيح البرنامج للمشاركين فرصة حضور الندوات والمساهمة في حوارات يديرها رواد من المتخصصين في مجال إنتاج الكتاب ونشره ، وتعرض الندوات تجارب حقوق النشر، وسوق حقوق النشر العالمي، فضلاً عن إفساح المجال للاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال وعلى الجهود المبذولة لتطوير هذه الصناعة، وعلى جانب آخر يتضمن البرنامج جولات لاستكشاف أهم معالم دولة قطر.
ويتزامن انعقاد برنامج زمالة الدوحة للناشرين الذي يستمر يومين، مع فعاليات معرض الدوحة الدولي، ويقام بالتعاون مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر ومركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية وعدد من المؤسسات القطرية .
وقال السيد إبراهيم عبد الرحيم البوهاشم السيد مدير عام ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، في كلمة بمناسبة انطلاق البرنامج ، إن “زمالة الدوحة للناشرين” هو برنامج مهني متخصص يوفر فرصة لقاء الناشرين القطريين مع الناشرين العرب والأجانب، مشيرا إلى أن البرنامج يهدف إلى تكوين علاقات مهنية بين الثقافات وتشكيل أساس معرفي وإطار استرشادي لسوق حقوق النشر بالإضافة إلى تعزيز مفهوم حقوق الملكية الفكرية وتوفير ملتقى لتبادل الخبرات في مجال صناعة النشر .
وأضاف أن البرنامج يعمل على تبادل النشر بين المشاركين بما يخدم صناعة النشر في قطر والتي ما زالت في بداياتها ووصول المؤلف القطري إلى ثقافات أخرى، حيث تتم استضافة خبراء للنشر من دول لها باع كبير في هذا المجال، فضلا عن مشاركة ناشرين من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها، ليتيح البرنامج تبادل الأفكار والنشر المشترك، مشيرا إلى أن اليوم تم تخصيصه لعرض بعض التجارب العميقة في مجال النشر كالتجربة الفرنسية في مجال النشر وكذلك تجربة تركيا باعتبارها تجربة إقليمية في مجال الشرق الأوسط .
ومن جانبه، قال السيد بشار شارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر، إن البرنامج يسهم في تطوير العلاقات بين الناشرين المشاركين وتبادل الحقوق بينهم في مجال نشر الكتاب ، بما يخدم المؤلفين القطريين لأن المؤلف يحتاج إلى وكيل عنه للحقوق الأدبية، ويمكن أن يتم نقل أي محتوى ثقافي عبر وكلاء حقوق آخرين إلى مختلف لغات العالم وهو ما نسعى إليه، فضلا عن التبادل الثقافي حيث يزخر التراث العربي بالكثير الذي يستطيع أن يقدمه للعالم ويستفيد كذلك من التجارب الغربية نظرا لأن برنامج الزمالة يشهد تنوعا بما يفيد حركة الإنتاج الفكري عموما .
وأشار إلى أنه خلال البرنامج الرقمي ستتم معرفة ماذا حقق كل ناشر من وراء تلك الاجتماعات المكثفة خلال مدة البرنامج، وسيحدد مدى التفاعل بين الناشرين في برنامج الزمالة، كما سيحدد إلى حد كبير أكثر الناشرين تفاعلا وهم من سيتم دعوتهم بالطبع العام المقبل، مضيفا “لابد أن يكون للعرب حضور في مجال الثقافة والنشر على مستوى العالم ككل وهو ما نسعى إليه من خلال هذا البرنامج”.
وخلال اليوم الأول للبرنامج عرض السيد نيكولا روش المدير الإداري للمكتب الدولي للنشر الفرنسي “بييف” تجربة فرنسا الرائدة في مجال النشر وتأثيرها الإيجابي على الكتاب ليس في فرنسا بمفردها ولكن في العالم أجمع، مشيرا إلى أن قانون النشر الذي صدر في عام 1981 ساعد إلى حد كبير في وضع الإطار القانوني لسعر الكتاب لينهي الخلاف تماما بين الناشرين في هذا المجال.
كما استعرض المدير العام لأكاديمية اسطنبول محمد أغير أقجة تجربة برنامج الزمالة الناشرين في تركيا التي بدأت قبل 5 سنوات وتأثيرها على النشر في البلاد، لافتا إلى أنه قبل برنامج الزمالة كان يسيطر عدد محدود من دور النشر على سوق النشر فجاء البرنامج ليغير هذه القاعدة ويعطي دور النشر الصغيرة والمتوسطة الفرصة للظهور والتطور على نطاق أوسع وهو ما ساهم بالطبع في تطوير حركة النشر داخل البلاد.
يشار إلى ان برنامج زمالة الدوحة للناشرين سوف يشهد غدا كلمة للسيدة كورنيليا هيل مديرة مبيعات معرض فرانكفورت للكتاب، بالإضافة إلى عرض تقديمي للسيدة رشا السليطي شريك مؤسس لشركة راوي الكتب وستتحدث عن تجربتها في مجال الكتب الرقمية .
جدير بالذكر أن ملتقى الناشرين والموزعين القطريين تأسس بقرار وزير الثقافة والرياضة رقم (51) لسنة 2019 بهدف الاهتمام بدور النشر والموزعين، والعمل على الارتقاء بالمستوى المهني لصناعة النشر والتوزيع ودعم رسالتها في تنمية الوعي الثقافي، وتعزيز التعاون المشترك بين دور النشر والتوزيع بما يسهم في النهوض بعمليات النشر والتوزيع وتوطيد الصلات بين الناشرين والموزعين، والمساهمة في نشر وتوزيع إنتاج المؤلفين القطريين محلياً وإقليمياً ودولياً.